اعتاد بعض كبار السن من ابناء المدينة وممن عاصروا بدايات نشاتها وتطورها الاستمتاع والجلوس في هذه الساحة ساعات الظهيره او ما بعد الظهر كتقليد ورثه الابناء عن الآباء والاجداد يتسامرون ويتجاذبون اطراف الحديث
وبحسب كثيرين فإن الغالبية من معمري المدينة يستقوون على عجزهم ومرضهم ليثبتوا تواجدهم وبقاءهم على قيد االحياه يغدون الى الساحة او للصلاه جماعة في اقدم مسجد في المدينة
وساحة السلط او ساحة العين التي حافظت على هذا الاسم قديما وحديثا كانت ولا تزال تمثل ذاكرة المكان بالنسبة لابناء المدينة ، والملتقى الذي يستذكرون فيه قصص الآباء والأجداد وذكريات عبق التاريخ بين الماضي والحاضر إضافة الى أنها لاتزال المنطلق الذي تتفرع منه الدروب والادراج الى حارات المدينة وأزقتها القديمة عبر الأدراج الحجرية التي قامت وزاره السياحة باعاده تشكيلها وترميمها بشكل يتناسب مع طبيعة تكوين المدينة من خلال مشروعات تطوير وسط السلط السياحي
ويستطيع الزائر لمدينة السلط مشاهده المباني الصفراء المطلة على الساحة وان يشاهد ساحه السلط من حاراتها العتيقة وهي تتوسط صحن المدينة وهي لا تزال تحتفظ ببقايا دكاكينها وقصورها بحجارتها الصفراء المشذبه بأبهى صور العماره وفنها ، من العيزرية والخندق والسلالم والجدعه والقلعة والجادور وهي تنتظم في عقد يوحي للمشاهد بأن بيوتها مبنية من طوابق فوق بعضها البعض
ومن معالم الساحة قديما بلاطات عطية الممتدة أمام بيت الحاج علي آل عطية هي عبارة عن الواح حجرية مصقولة بعناية فائقة صفراء ناعمة الملمس, وكانت البلاطات تعتبر معلماً مهما بين بيوت السلطية بحيث أن ميقات الاجتماعات وحل النزاعات والتحدث بأمور المدينة في مختلف النواحي التي تهم البلدة سواء كانت الاجتماعية منها أم الدينية وحتى السياسية ونقطة لإنطلاق الجاهات والعطوات والصلحات
وأيضاً كانت عند وقت الغروب مكانا محبباً لشباب السلط (رجالات السلط الان) وكبار السن فيتبادلون الاحاديث الشيقة والقصص ويمارسون لعب المنقلة والسيجة
كما ان الساحه تشكل المداخل الرئيسية لاقدم اسواق المدينة كسوق الحمام الذي جرى تبليطة بالحجر واقتصر على المشاه فقط وبقايا سوق الدخان وسوق الدير اضافه الى مطالع الحارات
وفيما مضى كانت ساحة السلط الملتقى لابناء المدينة والمكان الذي يتفقدون فيه احوالهم ويتقصون الاخبار ويعقدون الاحلاف ويبيعون ويشترون الى جانب وجود مقر الحكومة (السرايا) والمسجد وباقي الدوائر الحكومية. وحديثا تنبهت بلدية السلط للامر فقامت بتوسيع الساحه وزراعة بعض الاشجار المعمرة وبناء المقاعد الحجرية وتنظيمها بما يشبه الاستراحه
ويروي احد الظرفاء من كبار السن ان غالبية النزاعات العشائريه والفزعات التي كانت تقوم بين ابناء المدينة كان مصدرها من لقاءات ساحه السلط لتمتد الى باقي احياء المدينة التي تسكنها وتتجمع فيها عشائرها
ولعل ساحه السلط اليوم تجاوزت مسأله كونها المكان المعهود لتجمع ابنائها بل تعدت ذلك لتصبح بمثابه الراصد لاحداث يوميه هي جزء من ذاكره المكان وشريط تسجيلي لاحداث وعراقة مدينة السلط وقصورها الصفراء وما تحويه من كنوز عمرانيه وحضارية