مقهى المغربي – السلط

Facebook
WhatsApp
Email

يعتبر مقهى المغربي من المقاهي المشهورة في المدينة، الذي افتتاحه المرحوم احمد المغربي في ملك المرحوم عايد لطفي في عام ١٩٤٢، وبدأ باحتياجات الزبائن الانية، وكان يرتاد المقهى بعض طلبة المدرسة الثانوية وكذلك اساتذتها.

ثم انتقل المقهى في عام ١٩٥٦ إلى بناء جديد ملك ظافر الداوود في مدخل مدينة السلط، وفي بداية عام ١٩٨٧ تم هدم البناء بقصد التوسع فانتقل المقهى إلى بناء المركز الثقافي.

ظل مقهى المغربي في مدينة السلط الى وقت ليس ببعيد يمثل عبقرية المكان الذي كان يتصدر مجالس الكبار والساسة وملتقى الرواد الاوائل من ابناء المدينة وهم يمضون ساعات مابعد الظهر والمساء وبشكل يومي في المقهى يحتسون الشاي والقهوة والمشروبات الباردة والساخنة ويتحدثون ويتهامسون في أي شيء وهم يتجاذيون هموم الوطن ومشاكل الحياة وقضايا الساعة بينما بعضهم يتسلي في لعب الورق حيث كان المقهى بالنسبة للكثيرين بمثابة المنتدى والملتقى اليومي والصالون السياسي الذي تدار فيه الجلسات وترسم السياسات العامة للنهوض بالمدينة وحل مشاكل ابنائها وليس هناك بالنسبة لرموز المدينة انذاك ماهو امتع من ارتياد مقهى المغربي الذي حمل اسم منشئة المرحوم احمد المغربي مطلع القرن الماضي وبقى يتصدر مدخل مدينة السلط الى ان امتدت اليه معاول الهدم واليات البناء والعمران من اجل التوسعة والتحديث التي شهدتها مدينة السلط في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي. قلة قليلة باقية من رواد المقهى وممن عاصروا تلك الفترة لايزالون يذكرون الجلسات الطويلة التي كانوا يقضونها بالساعات بينما يترحمون على شخصيات ورجالات دولة زاروا المدينة أو مروا بها وكانوا من رواد المقهى تذكرهم كراسي القش التي كانت تتناثر عند مدخل المقهى وعلى جنباته حيث كان يفضل غالبيتهم الجلوس عليها يرقبون الداخل الى المدينة والخارج منها وان سألت عن احدهم تجده هناك او يرشدك صاحب المقهى الى مكانه الذي يحرص على متابعة رواده في حال غياب احدهم.

ومقهى المغربي الذي كان يتصدر بوابة المدينة المؤدية للعاصمة عمان ولمدينة القدس الخالدة كان يمثل استراحة روحية وثقافية يتنسم من خلالها الجالسون في المقهى عبق الورود ومياه عين السلط القديمة التي تمر من بستان ابو رصاع الى وادي السلط التي كانت تحيط بالمقهى كما تأسس في مرحلة مبكرة من تاريخ مدينة السلط بدايات الاضطرابات وتأجج المشاعر الوطنية والقومية ومنذ نشوء المدينة لم يحظ أي مقهى من مقاهي المدينة وهي كثيرة بنوعية رواده.

كان صاحب المقهي – رحمه الله – متخصصا في صنع قهوة للزبائن حسب مذاقهم.

والذي أصبح معروف من دون ان يسألهم امثال : عبد الحليم النمر وشفيق ارشيدات وصالح المعشر وغيرهم ويعرف كيف يتعامل مع طلباتهم ..مثلما حظي مقهى المغربي بأن جلس على مقاعده الامراء ورؤساء الوزارات والساسة وعلية القوم ومرت من امامه طوابير المتطوعين والمجاهدين والجيوش العربية المتوجهة الى فلسطين كما كان موقع استراحة لاستقبال موجات اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من ديارهم التي اغتصبها العدو الصهيوني .

ان مقهى المغربي يذكرني بالرجال الرجال التاريخيين من ابناء مدينة السلط وروادها الاوائل امثال عبد الحليم النمر وسليمان النابلسي وحكمت الساكت وعبد الحافظ العزب ومنصور الداود وجعفر الشامي ومحمد رسول الكيلاني و محمود الكايد واحمد الكايد الضرغام ونذير الرشيد،وغيرهم

وبعتبر مقهى المغربي نادي وملتقى المثقفين والسياسيين والمشاهير ورجالات الحركات الوطنية الاردنية يتحدثون في الشأن العام الوطني والقومي والقضية الفلسطينية ولم تكن الثقافة والعمل الاجتماعي والتطوعي واعمال البر والاحسان تغيب عن اذهان الرواد ومداولاتهم واحاديثهم بكل صدق ووضوح .

ان مقهى المغربي الذي عايش نشوء وتطور المدينة منذ بداياتها كان يمثل تقليد الملتقى لابناء السلط ومثقفيها وكبارها اضافة الى اساتذة مدرسة السلط الثانوية الاوائل وممن عاصروا تلك المرحلة من الرواد والساسة ورجالات الحركة الوطنية الاردنية من السلط والاردن و ان الامير الحسن بن طلال ولي العهد شرف المقهى خلال مروره بمدينة السلط ضمن جولات سموه التفقدية

مقهى المغربي كان بالنسبة لابناء المدينة ورجالاتها اشمل من ان يطلق عليه اسم منتدى لرجالات السلط وابنائها المثقفين والمتعلمين حيث كانوا يلتقون لتبادل الاراء و الافكار والمشورة في الشأن المحلي والوطني كما كان معلما من معالم المدينة التي تدل على عنوان الشخص المعني والتي حافظت على نوعية روادها .

والمرحوم أحمد المغربي من مواليد عام ١٩٢٨ درس عند الكتاب، وتوفي في مدينة السلط ودفن فيها عام ٢٠٠٠

عرف عنه بالتسامح وصاحب خلق رفيع وكان يؤمن بقضاء الله وقدره خير شره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *