منقول من موقع الجزيرة نت
السلط مدينة أردنية تقع غرب العاصمة عمان، تعد رابعة كبرى المدن الأردنية، يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألفا، جعلها موقعها الاستراتيجي مستقرا لحضارات مختلفة، وتتميز بمعالمها التاريخية
الموقع
تقع مدينة السلط وسط الأردن وتبعد عن العاصمة عمان بنحو 35 كيلومترا، وهي عاصمة محافظة البلقاء، وتقع في نقطة وصل بين الأردن وفلسطين حيث تشرف على جبال مدينة نابلس، وقد اعتبرت العاصمة الأولى للأردن قبل العاصمة عمّان
وبخصوص تسمية المدينة تضاربت التفسيرات بين من يقول إنها كلمة مشتقة من اللاتينية سالتوس (Saltus) أي غابة، ومن يقول إنها مشتقة من كلمة “سلطا” السريانية التي تعني الصخر والحجر القاسي أو الصلت
السكان
تعد مدينة السلط رابعة كبرى مدن المملكة الأردنية الهاشمية من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عددهم نحو 150 ألفا، وتضم مزيجاً من الحضر والبدو ومن شتى الأصول من بلاد الشام
التاريخ
لمدينة السلط تاريخ عريق، فقد عرفت الاستيطان البشري منذ آلاف السنين قبل الميلاد، إذ جعل موقعها الجغرافي المتميز بين وادي الأردن والصحراء الشرقية منها مقرا للعديد من الحكام والقادة التاريخيين، ولذلك فيها معالم أثرية مهمة كمقابر الرومان وقلعة الأيوبيين
ويفضل أهلوها إطلاق اسم “مدينة الأوائل” عليها، وقد كانت المدينة الأكثر شهرة إبان الحكم العثماني، وهي أول مدينة أنشئت قبل قيام الدولة الأردنية، وكان العثمانيون يتخذونها مركزا مدنيا
وتعد السلط المدينة “الأولى في كل شيء”، فمدينة الأوائل أو السلط العريقة في تاريخ الدولة الأردنية شكلت مزيجا بين المعاصرة والماضي العريق، ومآثرها التاريخية لا تكاد تذبل، وهي أول عاصمة أردنية وكانت دائما مركزا سياسيا كبيرا، حيث حملت ثقل البلاد في بعده السياسي والاقتصادي إبان الحكم العثماني
معالم
أقيمت مدينة السلط على سلسلة تلال، وتمتلئ بالمباني المشيدة بحجارة صفراء وأسقف مقببة ونوافذ مقوسة. كما أنها الأكثر حفاظاً على تراثها المعماري، إذ عمدت وزارة الثقافة لترشيح ملفها لدخول قائمة التراث العالمي التي تجددها بداية كل عام منظمة اليونسكو، واختير أكثر من 23 مبنى تراثيا في المدينة، بينها متحف آثار السلط وكنيسة الراعي وغيرها، لتوضيح الفترة الأكثر ازدهاراً فيها إبان الحكم العثماني بين عامي 1865 و1920
كما تضم مدينة السلط مقابر رومانية، وقلعة الأيوبيين التي بناها السلطان الأيوبي عيسى بن أيوب عام 1198، وفيها متحف للآثار والحياة الشعبية التي كانت سائدة
ومن بين أبرز النماذج المعمارية في السلط دار أبو جابر التي شيدت عام 1882، وزينت سقوفها وجدرانها من الداخل بلوحات فنية أبدعها فنانون إيطاليون
وانفردت مدينة السلط بتاريخ قلما حظيت به مدينة أردنية إبان الحكم العثماني للبلاد، فهي تضم أكثر من ألف بيت تراثي كانت تمثل عصرا ذهبيا لبلاد الشام ورافدا أساسيا لها
من أشهر معالم مدينة السلط، شارع الحمام الذي يخترق جنبات أسواقها ومعالمها، وكان عدد سكانها يفوق سكان العاصمة عمّان في فترتها الذهبية أواخر القرن 19، كما أن شارع الخضر يحمل رمزية دينية بتناغم تعايش سكانه من مسلمين ومسيحيين، وبيوتها يغلب عليها طراز معماري بلون أصفر، وأسقف مقببة ونوافذ مقوسة لم تحظ بها أي مدينة أردنية.
ويذكر سجل تاريخها التراثي تأسيس أول مدرسة تخرج فيها كبار قياديي الدولة، وأول بلدية، وأول غرفة تجارة، إضافة إلى تأسيس البنك المركزي فيها